التعرف على التعلم المختلط والعلاقة بينه وبين المونتيسوري
قد يتعجب البعض من العنوان ويتسائل ما علاقة التعلم المختلط بالمونتيسوري والبعض الآخر قد يتعجب ويتسائل ماذا يعني التعلم المختلط، وما هو المونتيسوري ولهذا وقبل التعرف على التعلم المختلط والعلاقة بينه وبين المونتيسوري تعالوا معا نتعرف على تعريف كل من التعلم المختلط والمونتيسوري.
أولا: تعريف التعلم المختلط
التعلم المختلط له العديد من المرادفات الأخرى المعروف بها مثل التعلم الهجين، والتعلم المدمج، والتعلم التمازجي، والتعلم الموالف، والمقصود به دمج التكنولوجيا مع أساليب التعلم المعتادة، سواء كان هذا الدمج في التعلم عن بعد أو التعلم داخل الفصل، ويتم الاستعانة خلال بالعديد من الأدوات التكنولوجية المختلفة.
ثانيا: الواقع المعزز
عند التحدث عن التعلم المختلط يجب ذكر الواقع المعزز واستخدامه في التعليم بكل تأكيد، ويتم تعريف الواقع المعزز بأنه: هو نسخة تفاعلية محسّنة لبيئة العالم الحقيقي يتم تحقيقها من خلال العناصر المرئية الرقمية والأصوات والمحفزات الحسية الأخرى عبر تقنية التصوير المجسم.
ثالثا: الواقع الافتراضي
عند التحدث عن التعلم المختلط فإنه مثلما يتم ذكر تقنية الواقع المعزز فإن تقنية الواقع الافتراضي يتم ذكرها أيضا باستمرار وهي: "تقنية حاسوبية توفر بيئة ثلاثية الأبعاد تحيط بالمستخدم وتستجيب لأفعاله بطريقة طبيعية، وعادة ما يكون ذلك من خلال وسائل عرض مثبتة برأس المستخدم، كما تستخدم قفازات أحيانا لتتبع حركة اليدين من خلال خاصية اللمس". واستخدام هذه التقنية شائع حاليا في العديد من المدارس في دول العالم المختلفة حتى أن بعض المدارس قامت بإنشاء فصول خاصة بالواقع الافتراضي يتفاعل الأطفال داخلها ويشعرون كأنهم بالمكان الذي يرونه ويرون كافة التفاصيل الخاصة به ويتفاعلون معها فتارة كأنهم في العصر القديم ومبانيه، وتاره كأنهم في الفضاء يركبون مركبة فضائية ويتنقلون بين الكواكب وهكذا.
رابعا: فلسفة مونتيسوري
هي فلسفة تعليمية قامت بتأسيسها ماريا مونتيسوري التي ولدت في 31 أغسطس 1870 في Chiaravalle، مقاطعة أنكونا، إيطاليا. والتي تخصصت في الطب حيث كانت واحدة من أوائل النساء اللائي حصلن على درجة دكتوراه في الطب من جامعة روما. والتي انضمت بعد ذلك للعمل في عيادة الطب النفسي في روما عام 1900. وهي أيضا مدرسة نموذجية لتدريب معلمي الأطفال ذوي الإعاقات النمائية. لمدة عامين، قامت بإجراء تجارب في المدرسة النموذجية باستخدام مواد لتحفيز الحواس. ونجحت في تعزيز نمو بعض الأطفال لدرجة أنهم يحققون نفس النتائج في امتحانات الدولة مثل أطفال المدارس الذين ينمون عاديا، كما حصلت على درجة ثانية في التربية وعلم النفس التجريبي والأنثروبولوجيا في جامعة روما. وزارت العديد من المدارس الابتدائية لإجراء البحوث الأنثروبولوجية. ومع الوقت بدأت تحدث بشكل أكبر في طريقتها وأدواتها، بدأت ترى احتياجات الأطفال وهذا ما يمثل الفارق بين طريقة ماريا مونتيسوري والآخرين، لأنها كانت تراقب الأطفال وتلاحظهم وبناء على ذلك تقوم بصنع أدواتها، وتصمم بيئة الفصل؛ فكانت دائمة التفكير في كيفية تحويل الفصل إلى عالم من عوالم الطفل حتى أن فصول ماريا مونتيسوري تدعى منازل الأطفال فكانت تأخذ أطوال الأطفال وتصمم الأثاث متضمنا الأرفف والطاولات والمقاعد جميعها بمقاسات الأطفال والتي تتناسب مع أعمارهم وأطوالهم؛ وهذا ما كان يعد ثورة في هذا الوقت فلم تكن المقاعد المخصصة لدور الحضانة الموجودة بالعصر الحالي موجودة حينها، ولم يكن هناك أي أثاث معد للأطفال في هذه الأعمار. ماريا مونتيسوري كانت ترى أن الطفل يجب أن يكون هو المعلم لنفسه والبيئة تساعده على ذلك وتشجعه، وأن الرغبة في التعلم يجب أن تكون نابعة من داخل الطفل، ولهذا يمكن القول أن فلسفة مونتيسوري هي منهج حياة أكثر من كونها فلسفة تعليمية.
العلاقة بين التعلم المختلط والمونتيسوري
الآن نعود إلى السؤال الآخر المطروح ما هي العلاقة بين التعلم المختلط ذلك العلم الحديث والذي يعتمد على التكنولوجيا الحديثة وبين فلسفة المونتيسوري التي تعود لما يقارب 150 عاما، والإجابة بسيطة جدا أنه لا يوجد تعارض بين النوعين، وأنه إن كانت ماريا مونتيسوري ما زالت على قيد الحياة إلى الآن كانت سترحب باستخدام التعلم المختلط، ففلسفة مونتيسوري لا تنحصر في أدوات محددة، بل أن الغرض من ورائها أن تسهل عملية التعلم على الطلاب، وتمكنهم من التعلم ذاتيا وأن تكون الرغبة في التعلم نابعة من داخل الطفل، فالأثنين يسعون إلى خلق بيئة تعلم خلاقة للطفل تساعده على استخدام كافة الحواس في عملية التعلم.
فائدة التعلم المختلط والمونتيسوري في العملية التعليمية
إن كل من التعلم المختلط والمونتيسوري يساهمون كثيرا في العملية التعليمية وقد اثبت كلاهما نجاحا كبيرا في توصيل المعلومة للكبار والصغار، وليس فئة عمرية محددة فقط فكلاهما ينقلون المعلومة للطالب من مجرد معلومة مجردة إلى معلومة مجسدة وحية أمامهم، وينقلون الطفل من مجرد التخيل إلى الواقع المحسوس لتتفاعل كافة الحواس مع المعلومة وتصل المعلومة بشكل كامل، ولتوضيح الأمر بشكل أكبر تخيل أن المعلم يريد اليوم أن يعرف أطفال صغار على الفيل، فهل الأسهل والأفضل أن يخبرهم أن هناك حيوان يدعى فيل وهو حيوان ضخم...إلخ، ولا يرى الأطفال ولو صورة بالفيل بل يتخيلون فقط شكله بناء على حاسة السمع، الآن ننتقل إلى التعرف عليه من خلال فلسفة مونتيسوري، فسوف يكون هناك مجسم للفيل حتى يرى الأطفال الفيل، ويجب أن يكون المجسم محاكي للحقيقة ليرى الأطفال خرطوم الفيل، ويستطيعون الإحساس بكافة التفاصيل، وقد تفتح قصة مرسوم بها أفيال مختلفة للطفل ويحكى له عن الأفيال بها، وقد يؤخذ الطفل إلى حديقة الحيوان ليرى الفيل ويلمسه في الحقيقة، وما إلى ذلك من أنشطة مختلفة تحفز عمل كافة الحواس معا حتى يتعلم الطفل عن الفيل جيدا. الآن تخيل معي إدخال التعليم المختلط في هذا الأمر فبدلا من أن نذهب بالطفل إلى حديقة الحيوان يرى الطفل نفسه بداخل حديقة الحيوان بل قد يركب على ظهر الفيل، وكأنه في الحقيقة ولكن كل ذلك بفعل البرمجيات، وقد يرى الفيل مجسما أمامه كأنه أمام فيلا حقيقيا أليس هذا رائعا لتعليم الأطفال دون الحاجة للانتقال خارج غرفة الصف.
وفي النهاية سنترك لكم سؤالا مفتوحا ترى هل الدمج بين التعليم المختلط والمونتيسوري هو الأفضل للطفل أم طرق التعليم التقليدية الذي يكون الطالب بها هو المتلقي وليس القائد في العملية التعليمية.
يمكنكم مشاهدة نبذه من مؤتمر ٢٠٢١ من خلال الرابط
لتقيم المقال يرجي الضغط هنا
#ادوات_منتسوري #هبه_طراد #ght #ght_global_montessori_conference #مؤتمر_المنتسورى_مصر #مؤتمر_المنتسورى_الوطن_العربى #منتسوري