كيفية تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال (الجزء الثاني)

الثقة بالنفس عند الأطفال

كيفية تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال (الجزء الثاني)

في الجزء الأول من مقال كيفية تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال تم التعرف على مفهوم الثقة بالنفس، وكيفية تدمير الثقة بالنفس عند الأطفال، ودرجات تدمير الثقة بالنفس لدى الأطفال، أشكال عدم الثقة في النفس عندهم، وخلال هذا الجزء سيتم التعرف على حلول المشكلة، وطرق تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال، ولكن قبل التطرق للحلول المختلفة يجب أن نعلم جيدا أنه في حال حدث بالفعل تدمير لثقة نفس الطفل فإن الطفل لن يستعيد ثقته بنفسه إلا بعد فترة يختلف طولها على حسب عمر الطفل، ومدى التدمير الذي حدث لثقته بنفسه، ولهذا فإننا يجب أن نلتزم بالصبر ولا نستعجل النتائج.

طريقة تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال من (0- 3) سنوات

من المهم جدا خلال هذه الفترة تهيئة البيئة التي تساعد الطفل على التعلم والمحاولة وذلك من أجل تعزيز ثقة الطفل بنفسه وفيما يلي عدة أمثلة على البيئة المهيئة للطفل في هذا العمر


يمكن استخدام المرآة الغير زجاجية وقد انتشرت كثيرا مؤخرا فالطفل يحب اللعب امام المرآة وإن استخدمنا مرآة زجاجية سنخشى أن تسقط عليه وتؤذيه كما سنخشى أن تكسر وتسبب له الأذى بأي شكل.

يفضل وضع عدد صغير من ملابس الطفل في متناول يديه ليكون لديه الحرية في اختيار ملابسه التي يريد ارتدائها.

يجب أن تكون كافة القطع الموضوعة أمام الطفل قطع آمنة له للاستخدام فلا نضع أمامه الانتيكات غالية الثمن القابلة للكسر وعندما يسقطها الطفل ننهره على كسره لها.

والآن سأشرح لكم بعض الأمثلة التي كثيرا ما تقابل الأمهات وبعض الحلول لها

المشكلة: يسحب الطفل الأكواب من على الطاولة ويسقطها أرضا فتكسر فتمنعه الأم من الحركة في المنزل بحرية خوفا من إسقاط الأشياء، كما قد تمنعه من أن يشرب بنفسه.


الحل: لا توضع الأكواب الخاصة بالكبار في متناول يد الطفل ويتم توفير أكواب خاصة بالطفل تكون في متناول يده ويستطيع أن يشرب منها بنفسه.

المشكلة: يحاول الطفل تسلق سريره أو النزول منه فيسقط ويجرح أو يصاب بكدمات وأخشى أن يصاب بالأذى فأمنعه من ذلك.


الحل: وفري للطفل سرير أرضي خاص به.

المشكلة: يحاول الطفل تسلق الكنبة فيسقط ويصاب بالأذى فتمنعه الأم من تسلق الكنبة.

الحل: أمني له المكان عن طريق مثلا إحاطة الأرض حول الكنبة بمراتب اسفنجية وبذلك إن سقط من على الكنبة سيكون مؤمنا.

تنمية الثقة بالنفس عند الأطفال من (3- 6) سنوات

خلال هذه الفترة العمرية يحب الطفل المحاولة وتقليد الكبار، فهو يرى أنه يستطيع القيام بكل ما يقوم به الأب والأم يريد أن يمسك السكين مثل الأم، ويريد أن يغسل الأطباق مثل أمه، ويصب الماء وغيرها الكثير من الأمور التي غالبا ما ينتج عنها كوارث إن لم يكن هناك تقديم للطفل بشكل صحيح، كثير من الأمهات سوف تتساءل الآن تقديم بشكل صحيح هل تريدين مني أن أقدم السكين لطفلي ليستخدمه! لا تتعجبي أيتها الأم فمهمتنا ليست منع الطفل وإنما تدريبه بشكل صحيح حتى يتقن المهارة ويصبح واثقا من نفسه ويمكن ذلك من خلال ما يلي:

أولا: توفير الأدوات المناسبة

وهناك العديد من الأدوات التي تساعدنا على ذلك ومنهج منتسوري للحياة العملية غني بهذه الأدوات التي تساعد على تدريب الطفل وتعزيز ثقته بنفسه وسأطرح لكم هنا مثالين توضيحيين على ذلك

المثال الأول: استخدام السكين تتواجد عدة مراحل لاستخدام السكين كما يلي:

تقديم السكين الخشبي في البداية، تقديم السكين البلاستيكي، تقديم سكين الزبدة............. وهكذا وصولا للسكين الحقيقي وفيما يلي صورة توضح كم التدرجات في التدريب على أنواع مختلفة من السكين قبل إمساك الطفل بالسكين الحقيقية.

وهنا بعض الأمثلة على طرق استخدام السكين المختلفة

إذن عندما يريد الطفل استخدام السكين لا نمنعه ولكن نخبره أنه يجب أن يتدرب على السكين الخشبي أولا وعندما يتقنه ننقله إلى الخطوة التالية وهكذا حت تكون لديه المهارة اللازمة لاستخدام السكين الحقيقي.

المثال الثاني: المقص

فبدلا من أن تدرب الأم الطفل على القص تخفي المقص فيبحث الطفل حتى يجد المقص ويقوم باستخدامه بشكل خاطئ فيقص ملابسه او شعره او يصيب نفسه بالاذى وتنهار الام، وتصيح فيه وتوبخه وتبدأ في افتراض الفروض انت عينك كانت ستضيع بسبب المقص، انت كنت ستجرح نفسك، وتهول الأمر ويخاف الطفل ويقول لنفسه أن لا استطيع القيام بشيء أنا اؤذي نفسي والاخرين وتنهار ثقته بنفسه، ولكن التصرف الصحيح هو أن تجلب له الأم مقصص واوراق يتدرب عليها وليس مقص بلاستيكي لا يقص بل مقص حقيقي ولكن صغير وحجمه يتناسب مع يده، ويجب ان يكون التدريب متوافق مع مستوى الطفل فالغرض هو تدريب الطفل وليس تعقيده من النشاط وفيما يلي صور توضح التدرج في تقديم المقص للطفل:

ثانيا: حرية الاختيار

يجب أن يعطى للطفل المجال للاختيار، وأن يتحمل مسؤولية اختياره ومع الوقت سيكون قادرا على التمييز بين الصواب والخطأ والجيد والسيء، قد تتعجب الأمهات وتقول اترك ابني يختار ملابسه المتسخة ويلبسها أخبرها نعم ان اختار ذلك ولكن يجب ان تعلميه قبل ذلك كيف ان الملابس تتسخ وأنها غالية علينا ويجب أن نحافظ عليها نظيفة ونريه كيف نقوم بتنظيفها وننتظرها حتى تجف، فإن فعلنا معه كل ذلك وأصر على ارتداء الملابس المتسخة فهو يتحمل عاقبة ذلك، تسألون وتقولون وكلام الناس هل كلام الناس لك واذيتهم أهم أم ثقة طفلك في نفسه

أن قمتي بالموازنة ستجدين أن ثقة طفلك بنفسه أهم لديك من كلام الناس وهو إن سمع كلامهم ستجدينه مع الوقت يوازنها ويختار ارتداء ملابس أخرى نظيفة.

ثالثا: ضعي مشاكل طفلك في جعبته وليس جعبتك أنت

والمقصود بذلك لا تحملي هم مذاكرته، لبسه، مشاكله مع اخوته... الخ فيجب ان يتحمل هو عواقب افعاله وليس انت ويتحمل مسؤوليته وليس انت طفلك اخبرك انه لن يذاكر ولديه اختبار بالغد اتركيه وعندما يجد أن درجاته سيئة وقتها هو من سيتحمل العواقب ودرجة الاختبار هذه لن تكون هي الفيصل في حياته فليس من المنطقي ان درجة اختبار قام به في الصف الأول الابتدائي او حتى الأول المتوسط هي من ستؤثر على حياته المستقبلية فاتركيه لتعديه جيدا لمعرفة العواقب وادراكه لها جيدا. ولكن بالطبع يجب ان تفهمه وتضعه على الطريق الصحيح أولا، فليس المقصود اهماله وعدم الاهتمام به ولكن المقصود تركه يتحمل مسؤوليته وان تخفي الأعباء عنك.

تنمية الثقة بالنفس في الأطفال أكبر من 6 سنوات

يجب ان نتناقش مع الأطفال في هذا العمر، وان نتقرب منهم بشكل أكبر، ونعرف كيف يفكرون، ونترك لهم المجال للاختيار التجربة والفشل، ونعزز اختيارتهم الصحيحة، ونشجع افعالهم الصواب، ونتركهم يتحملوا عواقب افعالهم دون تأنيب منا.

#ادوات_منتسوري #هبه_طراد #ght #ght_global_montessori_conference #مؤتمر_المنتسورى_مصر #مؤتمر_المنتسورى_الوطن_العربى #منتسوري


Categories: : #امهات