هل يجب أن أحول منزلي لحضانة لكي أطبق نظام مونتيسوري

تطبيق فلسفة مونتيسوري في المنزل

هل يجب أن أحول منزلي لحضانة لكي أطبق نظام مونتيسوري

pastedGraphic.png

كثيرون يريدون تطبيق فلسفة مونتيسوري في المنزل ولكنهم يخشون أن يتحول منزلهم إلى حضانة الحقيقة، ولكن الحقيقة أن هذه الفكرة ليست صائبة. فعندما أسست ماريا مونتيسوري أول حضانة لها اسميتها بيت الطفل حيث كانت تريد من خلالها أن يتعلم الطفل ويشعر كأنه في منزله وبالتالي إن كانت الحضانة قد أعدت لتكون مثل المنزل فلماذا سنحول المنزل إلى حضانة. ولهذا خلال هذا المقال سنشرح لكم كيف تطبقون فلسفة مونتيسوري في المنزل كما روتها لنا أنوكريتي أمبواني (مديرة مونتيسوري معتمدة من AMI لفئة عمرية من 0 إلى 3 سنوات و 3 إلى 6 سنوات ومستشارة ومرشدة للمعلمين والآباء في جميع أنحاء العالم) في مؤتمر مونتيسوري الدولي الأول المقدم من GHT.

تطبيق مونتيسوري في المنزل يبدأ من اعداد الوجبة

pastedGraphic_1.png

تحدثت أنوكريتي أمبواني عن كيف يكون إعداد الوجبة مصدر إلهام للعملية التعليمية بناء على فلسفة مونتيسوري تعالوا معنا نرى كيف يمكن تعليم الأطفال في كافة الأركان ومنذ عمر صغير أثناء إعداد الوجبة.

أولا: منذ ولادة الطفل وحتى عمر 3 سنوات

pastedGraphic_2.png

قد يتعجب البعض كيف يمكن لهذا الطفل الرضيع أن يتعلم عند إعداد وجبة، ولكن مع قراءتكم للسطور التالية ستعلمون أن الطفل بالفعل يستطيع التعلم عند إعداد وجبة ما، فمجرد إجلاس الأم لطفلها الذي ما زال في شهوره الأولى معها أثناء إعداد الوجبة وإخبار الطفل بما تقوم به، فإنها تخزن بالعقل اللاواعي للطفل مخزون لغوي كبير وسيكون لديه حصيلة لغوية لا بأس بها عندما يبدأ في الحديث، بالإضافة إلى ذلك فإن الطفل سيتعلم من أمه العديد من السلوكيات التي تتبعها أثناء إعداد الوجبة من خلال ملاحظة حركتها، وعندما يبدأ الطفل في الحركة والاكتشاف يدخل مع والدته أثناء إعداد الوجبة ويبدأ في اكتشاف العالم المحيط به في داخل المطبخ فيبدأ في اكتشاف الأواني ويطابق أغطية الأواني معها ويدرك من خلالها الصغير والكبير فهو يمارس عدد كبير من الأنشطة والمهارات ويكتسب العديد من المعارف المتنوعة من خلال هذه الحركات التي تعتبرها الأم مصدر إزعاج فعندما يمسك الطفل بملعقة ويقوم بخبط إناء بلاستيكي بها، ثم يطرق بها على إناء آخر معدني وثالث فإنه يستمع هنا إلى أصوات مختلفة ومتنوعة وينمي حاسة السمع لديه، عندما يميز بين الإناء الكبير والصغير فإنه هنا ينمي حاسة اللمس، وكذلك حاسة البصر؛ ثم يبدأ الطفل في الإدراك بعض شيء هو الآن غير قادر على تحضير الوجبة معك، ولكنه قادر على إحضار البصل، الطماطم، الخيار، الباذنجان.........إلخ، وبالتالي سيكون قادر على تمييز عدد كبير من أنواع الطعام المختلفة، سواء شكلا أو اسما، وقد نضيف فيما بعد الألوان فنقول من فضلك أجلب لي الطماطم ذات اللون الأحمر، أو الخيار ذو اللون الأخضر وهكذا حتى يتعلم الألوان أيضا، أيضا إن أردنا تعليمه الرياضيات مع عمر الثلاث السنوات فنطلب منه أن من فضلك أحضر لي عدد 3 ثمرات من الطماطم، وثمرة واحدة من الخيار، وهكذا حتى يتعلم أن يقوم بالعدد ويجلب لك وفقا للعدد، فها نحن ما زلنا نعد الوجبة في المطبخ وتعلم الطفل أنشطة حركية، وأخرى حسية، ولغوية، ورياضية، كما تعلم بعض الآداب فأنا أطلب منه بأدب فأخبره أنه من فضلك أريد هذا، أو إذا سمحت وهكذا، وكذلك أشكره عندما يحضر لي غرض ما، اتعامل معه بهدوء واحدثه بصوت منخفض فيتعلم ذلك مني، احافظ على المكان حولي نظيف، وانظف باستمرار فيتعلم ذلك، كل هذا وما زلنا لم نخرج إلى منطقة تقديم الطعام لكي نقدم الطعام، بمجرد أن نخرج لتقديم الطعام سيبدأ الطفل في تعلم المزيد والمزيد من المهارات.

ثانيا: من عمر 3 سنوات وحتى 6 سنوات

pastedGraphic_3.png

سيكون الطفل قادرا على إعداد بعض المأكولات البسيطة مثل شطيرة يقوم بأكلها ويعدها بالكامل دون تدخل من الأم، ويقوم بالتنظيف بعده، ولا يترك أثرا بعده بل يترك المكان نظيفا بعده، يستطيع كذلك الآن أن يساعد في غسل بعض الخضروات، أو تقطيع بسيط لبعض أنواع الفاكهة أو الخضار تحت إشراف الأم، بالإضافة إلى العديد من المهام التي يستطيع القيام بها والتي تعده للحياة والاستقلال، وكذلك تعد عضلاته الدقيقة ليتمكن من إمساك القلم والكتابة بسهولة فيما بعد، وهو أثناء إعداد الوجبة يتعلم كيف يقوم بالتقطيع قطع متساوية، ويفهم ماذا نعني بمتساوي، يتعلم الدقة في العمل، نكمل معه المهارات اللغوية من خلال التحدث عن ما يقوم به، وكذلك يتصرف الطفل بأدب ويراعي الآداب المختلفة عند التحدث، ويستطيع الطفل خلال هذا العمر أيضا ابتكار أشكال فنية لأطباقه ويتم تنمية المهارات الفنية لديه، قد نزيد جانب علمي هنا ونتحدث مع الطفل عن اللحوم ومن أين نحصل عليها، قد نريه البيض ونتحدث عن دورة حياة الدجاجة، وهكذا.

ثالثا: من عمر 6 سنوات وحتى 9 سنوات

pastedGraphic_4.png

يبدأ الطفل في الطهي وقد يقوم بإعداد كيك، عصير، بالإضافة إلى العديد من الوجبات المختلفة التي يستطيع القيام بها من البداية إلى النهاية ويتعلم اثناء إعداده العديد من المهارات المختلفة فهي فرصة ليتعلم عن كل مكون يستخدمه فعلى سبيل المثال إن قام بصنع الكك فسيتعلم عن السكر وكيف يتم تصنيعه وما هي البدائل التي يستطيع استخدامها بدلا من السكر، يتعلم عن الطحين وكيف يتم تصنيعه من القمح وما هي البدائل الأخرى التي يمكن استخدامها بدلا منه، يتعلم عن الحليب ومن أين يأتي وفوائده للجسم والبدائل المتاح استخدامها بدلا من الحليب، وهكذا لباقي المكونات، كما يتعلم المشاركة فهو يصنع الكيك بحب ليشاركه مع أفراد الأسرة والذين يتجمعون معا لأكلها، كل هذا يمكن تعلمه أثناء إعداد وجبة واحدة فقط، ومع كل وجبة يقوم بإعدادها يتعرف على معلومات أكثر وعلى عالم جديد بالنسبة له، بالإضافة إلى أن ذلك يساهم ف تعزيز الاستقلالية لدى الطفل، والثقة بالنفس.

رابعا: أكبر من 9 سنوات

pastedGraphic_5.png

خلال هذه المرحلة العمرية يكون الطفل قد نضج كثيرا وأصبح على أبواب مرحلة عمرية جديدة ويكون إعداد الوجبة سبيل لإشغال الطفل بأمور مفيدة وابعاده عن المخاطر التي تترصد له في هذه الفترة، كما انها فرصة للمناقشة مع أطفالنا في هذه المرحلة العمرية، فنحن نتشارك في إعداد وجبة، ونتشارك في الحديث معا حول ما يقلقنا ويشغل بالنا، ونتعلم وصفات جديدة ونبتكر وصفاتنا الخاص ة وننمي حاسة الشم والتذوق لدينا، ونفتح حوار مثمر وندرس بتمعن أكثر فنتعرف على النار وكيف يمكننا الحصول عليها، نتحدث عن الحيوانات المختلفة وتركيبها والأجهزة، والنباتات وتركيبها وأجهزتها، والخلايا الحيوانية والنباتية، والفرق بينهم، بالإضافة إلى العديد من المهارات الأخرى التي لا يتعلمها الطفل وحده خلال هذه المرحلة بل نتعلمها معا.

ملحوظات هامه عند تعليم الطفل في المنزل

  • عند تعليم الطفل في المنزل يجب أن نستغل كل فرصه وكل حدث في تعليم الطفل وليس المراد التعليم المباشر بل أن الحركة التي يقوم بها هي تعليم، التحدث معه تعليم، احتضانه تعليم وهكذا.
  • لا يجب جلب العديد من الأدوات باهظة الثمن لتعليم الطفل فالطبيعة من حولنا مليئة بالأشياء التي تساعد الطفل في عملية التعلم.
  • هناك عدد لا يحصى من المهارات التي يكتسبها الطفل من إعداد وجبة الطعام معنا بالإضافة أنه يأكل بصورة أفضل عند إعداد وجبته بنفسه أو يشارك في إعدادها ولهذا من الرائع أن نتشارك معه إعداد وجبة.
  • لا تتوقعي أن الأمر سيكون مثالي عند إعداد وجبة مع طفلك بل توقعي فوضى كبيرة وخاصة في البداية وستعانين في عملية التنظيف بشكل أكبر ولكن في المقابل سيتعلم طفلك الكثير من الأمور المختلفة بحب وشغف.

في النهاية يمكنكم الاطلاع على هذا الفيديو وهو جزء من لقاء أنوكريتي أمبواني في مؤتمر مونتيسوري الدولي الأول المقدم من GHT لتتعرفوا عن المزيد حول هذا الأمر


كما يمكنكم متابعة أخبار مؤتمر مونتيسوري الدولي الثاني المقدم من GHT من خلال الرابط

https://www.ght-global-montess...

#ght #montessori #ght_globa_montessori_conference #heba_torad #teachers #education

#ادوات_منتسوري #هبه_طراد #ght #ght_global_montessori_conference #مؤتمر_المنتسورى_مصر #مؤتمر_المنتسورى_الوطن_العربى #منتسوري

Categories: : Conference